ربما يكون المنتخب الألماني لكرة القدم هو المرشح الأقوى لصدارة المجموعة الرابعة في الدور الأول (دور المجموعات) لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
ولكن يبدو من الصعب تحديد الفريق المرشح بقوة للخروج صفر اليدين من هذه المجموعة نظرا لصعوبة تفضيل فريق على آخر من بين المنتخبات الثلاثة الأخرى في المجموعة وهي منتخبات أستراليا وصربيا وغانا.
والأكثر من ذلك أن المنتخب الألماني يملك تفوقا ملحوظا على باقي منافسيه في هذه المجموعة من ناحية الخبرة والسمعة الكروية ولكن الواقع يشير إلى أن المنافسين الثلاثة ، صربيا وأستراليا وغانا ، يمتلكون فرصا جيدة أيضا في هذه المجموعة.
ويمتلك المنتخب الألماني أفضل سجل من بين جميع فرق هذه المجموعة حيث يتقاسم مع نظيره البرازيلي عدد مرات الوصول للمباراة النهائية برصيد ثماني مرات لكل منهما كما أحرز الفريق اللقب ثلاث مرات سابقة في أعوام 1954 و1974 و1990 مقابل خمس مرات للمنتخب البرازيلي (رقم قياسي).
كما شق المنتخب الألماني طريقه بنجاح فائق في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ولكنه يفتقد في الوقت الحالي لاثنين من أبرز عوامل نجاحه.
ويبرز في مقدمة هذه العوامل عدم استقرار المدير الفني للفريق يواخيم لوف حتى الآن على حارس المرمى الأساسي الذي سيخوض به البطولة بعد انتحار حارس مرماه توماس إنكه قبل عدة شهور ثم إصابة رينيه أدلر الذي كان المرشح الأقوى لحراسة مرمى الفريق في البطولة.
وبذلك يخوض المنتخب الألماني البطولة مفتقدا للخبرة في مركز حراسة المرمى والذي كان عنصر الأمان الأول في صفوفه على مدار سنوات طويلة مضت عندما كان أوليفر كان وينز ليمان في هذا المركز.
أما العنصر الآخر الذي يفتقده الفريق في هذه البطولة فهو القائد المحنك داخل الملعب نظرا لإصابة قائد الفريق مايكل بالاك نجم فريق تشيلسي الإنجليزي والذي ساهم بشكل واضح في وصول المنتخب الألماني لنهائي مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وفوزه بالمركز الثالث في مونديال 2006 بألمانيا ثم بالمركز الثاني في كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) .
وفي ظل افتقاد المنتخب الألماني لهذين العنصرين ، تتزايد طموحات الفرق الثلاثة الأخرى في المجموعة لأن صراعها لم يصبح قاصرا على بطاقة واحدة وإنما ستدخل المنتخبات الأربعة في صراع صعب على بطاقتي المجموعة لدور الستة عشر.
وتمتلك المنتخبات الثلاثة الأخرى نقاط قوة تستطيع من خلالها فرض نفوذها في هذه المجموعة والمنافسة بقوة على العبور للدور الثاني.
يتميز المنتخب الصربي بوجود العديد من لاعبيه في أكبر الأندية الأوروبية حيث يتألق معظمهم مثل نيكولا زيجيتش ونيمانيا فيديتش كما أعاد المدرب الوطني رادومير أنتيتش الهدوء والاستقرار للفريق بعد فترة من الفشل والمشاكل ليصبح لدى الفريق طموح كبير في المنافسة بقوة خلال المونديال.
أما المنتخب الغاني فإنه وعلى الرغم من غياب نجمه الشهير مايكل إيسيان أفضل نجوم الفريق ولاعب خط وسط تشيلسي الإنجليزي ، يبدو فريق النجوم السوداء أكثر اكتمالا في الصفوف عما كان عليه في مونديال 2006 عندما وصل لدور الستة عشر.
وإذا كانت نقمة الإصابات قد حرمت الفريق من عدد من النجوم في كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا فإنها كانت "نعمة" للفريق حيث أفرزت هذه البطولة العديد من النجوم الجدد الذين يمكنهم تعويض غياب إيسيان وغيره من النجوم الكبار ليصبح لدى الفريق الاحتياطي الاستراتيجي الذي يعتمد عليه في مثل هذه البطولات الكبيرة.
أما المنتخب الأسترالي فيعتمد بشكل كبير على خبرة مديره الفني بيم فيربيك وأسلوبه الذي يميل للالتزام بالجوانب الخططية التي قد تصبح أبرز مميزات الفريق إلى جانب قوة وصلابة خط دفاعه.