مع مواصلة فريق ماكلارين احتفالاته بفوزه بالمركزين الأول والثاني بسباق الجائزة الكبرى التركي لسيارات فورمولا 1 عن طريق نجميه لويس هاميلتون وجنسون باتون أمس الأحد فإن أغلب الحديث عن السباق التركي حاليا يتعلق بحادث التصادم الغريب الذي وقع بين سائقي فريق ريد بول سيباستيان فيتيل ومارك ويبر.
وكتبت صحيفة "صن" البريطانية اليومية عنوانا ساخرا يقول : "ريد بول يعطيك انتصارات (وينز)" على وزن شعار شركة "ريد بول" للمشروبات : "ريد بول يعطيك أجنحة (وينجز)".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الحادث "أشعل حربا أهلية" فيما كتبت صحيفة "بيلد" الألمانية عن "حرب باردة" بصفوف ريد بول بين ويبر وفيتيل ووصفتهما بأنهما "أغبياء العام".
وكان ويبر وفيتيل متصدرين ترتيب السباق التركي في تقدم كبير على سائقي ماكلارين عندما حاول فيتيل تجاوز ويبر في اللفة 41 بالسباق.
وحافظ ويبر على تقدمه على فيتيل لينحرف فيتيل على يمينه قليلا قبل أن تتلامس السيارتان. وتضررت سيارة فيتيل بشدة مما اضطره للانسحاب من السباق فيما واصل ويبر المنافسة ليحتل المركز الثالث في النهاية ويحافظ على تصدره للترتيب العام للسائقين بهذا الموسم.
ووصف هاميلتون الحادث بأنه "كان رائعا في مشاهدته فقد كان أشبه بمشاهدة فيلم حركة بتقنية عالية أو ثلاثية الأبعاد. كان مشهدا رائعا وقد وقع أمامي مباشرة".
وأضاف: "رأيت سيباستيان فيتيل يتقدم في العمق بينما حافظ ويبر على حارته. لا أعتقد حقا أن ويبر كان أمامه المساحة الكافية للتحرك ناحية اليمين كما أنني لا أرى أن فيتيل كان مضطرا أن يحاول الانحراف يمينا".
وتحمل فيتيل الجزء الأكبر من اللوم ولكنه ادعى البراءة ، اما ويبر فقد كان مستشيطا من الغضب وأدى لإثارة نظريات المؤامرة بين المحللين عندما صرح في المؤتمر الصحفي الذي أعقب السباق بأن فيتيل "ربما" كان لديه مبرر لمهاجمته وطالب الصحفيين ب " البحث بعمق في جهة أخرى".
وأكد كريستيان هورنر رئيس ريد بول أن فريقه لم يحاب فيتيل.
وقال هورنر: "حول ويبر محرك سيارته إلى الوضع الموفر للوقود مما كلفه جزءا من الأداء بينما نجح فيتيل في المحافظة على كيلومتر إضافي من الوقود مع العلم بأن السيارتين بدأتا السباق بنفس الكمية من الوقود مما يعني أن فيتيل كان أمامه لفة أخرى باستخدام الوضع الأمثل للمحرك".
وتعليقا على حادث التصادم نفسه قال هورنر: "الشيء الوحيد الذي أطلبه دائما من السائقين هو أن يقدموا على ذلك ، أن يسابقوا بعضهم البعض على أن يمنحوا بعضهم المساحة الكافية ولكن هذا ما لم يحدث".
وحاول هورنر إلقاء المسئولية على كلا السائقين موضحا أن كلا منهما لم يمنح الآخر المساحة التي يحتاجها.
ولكن هاميلتون اتهم فيتيل بأنه كان عنيفا منذ البداية وقال: "كان يقود بهجومية شديدة حيث حاول أن يضيق المساحات على ولكن من حسن الحظ أنني كان لدي المساحة الكافية على الطرف الآخر وهذا تحديدا ما فعله مع مارك ويبر أيضا".
وأثار فيتيل تساؤلات كبيرة عندما أصدر إشارة تعني "الجنون" بلف إصبعه حول رأسه بعد السباق حيث لم يعرف بعد ما إذا كان يعني نفسه أم ويبر.
ويحتاج ريد بول الآن لتعيين إدارة أزمات بفريقه بما أن آخر ما يحتاجه الآن هو الخصومة الشديدة بين سائقيه كما كان الوضع بين أريتون سينا وآلان بروست أو بين فيرناندو ألونسو ولويس هاميلتون في ماكلارين.
ولم يكن من الممكن عقد أي اجتماعات بين السائقين بعدما غادر فيتيل مشهد الأحداث سريعا ولكن من المنتظر أن يلتقي فيتيل وويبر في وقت لاحق من هذا الأسبوع مع مسئولي الفريق في مقر ريد بول في ميلتون كينيس.
في الوقت نفسه ، يحتاج ريد بول إلى الاعتراف بأنه وللمرة الأولى بهذا الموسم نجح فريق ماكلارين في مضاهاة سرعته حيث ترجح بعض الآراء أن يكون حادث التصادم بين فيتيل وويبر وقع بسبب الضغط الشديد من سائقي ماكلارين هاميلتون وباتون.
ولكن ماكلارين نفسه عليه أن يحذر تسرب الخصومة إلى سائقيه حيث أصيب هاميلتون بالصدمة عندما باغته باتون بالهجوم قرب نهاية السباق ولكن بطل العالم عام 2008 تمكن من استعادة توازنه سريعا في اللفة التالية محرزا فوزه الأول في موسم 2010 .
وكتبت صحيفة صن: "ترك هاميلتون وباتون حلبة السباق في أجواء حميمية ولكن الفريق يجب أن يدعو أن تظل علاقتهما الطيبة قائمة خلال السباقات ال12 المقبلة مع انغماس كلا السائقين في غبار معركة لقب البطولة".